1-

إما أن نكون رجالا لمرة

وإما أن نعيش أنعاماً للأبد

 

2-

عزيزي ماكس

 

"عليكم أنفسكم… لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"

 

لا يحتاج الأمر أن تكون مسلماً أو عربياً أو فلسطينياً أو إخوانياً أو حمساوياً لتستنكر ما حدث.

 

يحتاج الأمر أن تكون إنساناً….

 

بل والله لا يحتاج الأمر إلا أن تكون خلقاً من خلق الله

 

ما حدث يرفضه الشجر والحجر…. الذي سيقول يا مسلم هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله.

…………

 

3-

عزيزي ماكس

الغرض من المجزرة الإسرائيلية ليس قتل عدة أشخاص على متن السفن
وإنما قتل الأمل وإرادة الانتصار في قلوبنا … وإرسال رسالة للعالم: سأفعل ما بدا لي وقتما أحب وبالطريقة التي أحب… وسيلتزم الجميع الصمت كالنعاج. تقول للعالم: ليس الفلسطينيون فقط تحت الحصار… وإنما كل شرفاء العالم.

لن نمكن إسرائيل من أن تنتصر.

على كل واحد أن يقوم بدورهولا يحمل نفسه أكثر من طاقته
حتى لو تقم الحكومات العربية بدورها
علينا كشعوب أن نقوم بهذا الدور.

الانسحاب حتى من الغضب… معناه الاستسلام

مهما كان حجم الشر في العالم
ومهما كانت العنجهية والصلف والغرور

فأنا واثق من النصر

النصر لم يتأخر لأن الله تخلى عنا

النصر تأخر لأننا لسنا جاهزين لتحقيقه

قد تكون هذه المجزرة هي الشرارة التي تكشف للعالم كله حقيقة التكبر الإسرائيلي

المتكبرون مثل مرضى الإيدز
يحملون فيروس الموت

( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )

 

4-

عزيزي ماكس…

تسألني عن الآية، ولماذا لا تراها متحققة:


(
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)

حسب تفسير ابن كثير: فإن الذلة التي ضربها الله على اليهود تشمل الذلة القدرية التي قدَّرها الله عليهم ، والذلة الشرعية ، بمعنى أن الله تعالى أمرنا بإذلالهم …. لقد وعدنا الله  بذلتهم إن نحن عاملناهم بما يستحقون..

 

لن يتوب الله علينا حتى نتوب… ولن يوقع بهم الذلة المضروبة عليهم حتى نوقعها نحن.

 

ومن قال لك إنهم ليسوا في ذلة ورعب وانتكاس؟!!

هم خائفون مرعوبون من حجارة يلقيها الأطفال عليهم… ومرعوبون من صواريخ تصيب منازلهم إصابات خفيفة… ومرعوبون حتى أنهم بنوا جداراً عازلاً كلفهم مليارات الدولارات… ومرعوبون حتى أنهم يحاصرون الشعب الأعزل في غزة… ومرعوبون من عدة سفن تقدم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة

أما قوله تعالى: "إلا بحبل من الله … وحبل من الناس"… فإن الحبل معناه المساعدة والعون … و معناه أن الله تعالى قد قضى وقدر (حبل من الله) أن يستثنيهم أحياناً من هذه الذلة والمسكنة… حين يقدم لهم الناس العون والمساعدة والتضامن (حبل من الناس)…

 

لقد نشأت إسرائيل بحبل من الناس…

وتمددت وتوسعت بحبل من الناس…

وتساندها قرارات مجلس الأمن الهزيلة بحبل من الناس.

 

لكن هذا استثناء… مهما طال فلن يدوم.

وعلينا أن نقطع هذا الحبل.

 

5-
عزيزي ماكس

ما حدث من هؤلاء الهمج ليس دليل قوة… وإنما دليل رعب وذلة ومسكنة وغضب وعدم توفيق

وما حدث من هؤلاء الهمج يمكن أن يقطع عليهم الحبل من الناس… فالغضب والاستنكار العالمي الآن غير مسبوق… وكل حججهم واهية… وأعذارهم غير مقبولة حتى من داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

يقول صحفي إٍسرائيلي:
"
إن المجتمع الإسرائيلي يشعر باليأس مثل قطيع بلا راعٍ محاط بذئاب مجنونة "

هم اليائسون وليس نحن
هم البائسون وليس نحن
هم فقدوا تماماً الأمل في تحقيق الأمن الإسرائيلي
ونحن لن نفقد أبداً الأمل في تحرير الأرض وتحقيق النصر.

فكر فيما حدث بهدوء… تخيل أنك في مباراة للملاكمة بين عملاق يتجاوز المترين طولاً والمائتي كيلو وزناً أمام طفل في الخامسة من عمرهمدة كل جولة 3 دقائق… بدأت الجولة الأولى وضرب العملاق بكل قوته… وفي الجولة الثانية دخل الطفل الحلبة كما هو… وانتهت الجولة الثانية دون أن يسقط الطفل بالقاضية…. واستمر هذا الأمر في الثالثة والرابعة والعاشرة… ترى من انتصر؟!!

ترى ما هو رد فعل الجمهور؟!! ومع من يتعاطف…؟!!
من إرادته أقوى وهو يدخل كل جولة كما هو وأقوى…؟!!
من الذي بدأ يتسلل اليأس إلى قلبه؟!!
من هو الذي لا يقهر؟!!!

ثقوا في نصر الله، فقد وعد به، وإذا وعد أوفى
وخذوا الخطوة الأولى نحو حسم المعركة

"ألا إن نصر الله قريب"

6-

تسألني لماذا تركنا الله في العراء وتخلى عنا؟

 

دعني أذكرك بوعد الله للمؤمنين الذي لم يتخلف أبداً… لكن توقيته مرتبط بما نبذله من جهد حتى نحصل على العائد. لن يفتح الباب حتى نضع المفتاح، ونحن حتى لم نكلف أنفسنا أن نخرجه من جيوبنا، ونظل نصرخ: افتح يا باب افتح يا باب:

أَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا)
يقول خبير عسكري إسرائيلي: لا أمل لنا في أن ننتصر، مهما ألحقنا بهم من خسائر. لم يعرف التاريخ جيشاً نظامياً نجح في مواجهة مقاومة شعبية، ما يحدث معنا اليوم هو ما حدث مع الأمريكيين في فيتنام ، والإسرائيليين في لبنان ، والروس في أفغانستان ، وهذا ما سيحدث معنا مرة أخرى، وهذا ما سيحدث للأمريكيين في أفغانستان ".

(إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ)
يقول صحفي إٍسرائيلي في صحيفة هآرتس: "الحقيقة المرة: أننا لم ننجح في تصفية الإرهاب ودحره بالقوة،  بل إن الفلسطينيين نجحوا في زرع الرعب في صفوفنا… وفشلنا تماماً في منعهم عن تنفيذ ما يريدون "

(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)
إحصائية: (78%) من الإسرائيليين لم يعودوا يسهرون في أماكن عامة خشية الإصابة في عمليات استشهادية فلسطينية.

(وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء …)

أكثر من نصف الإٍسرائيليين يحملون جنسيات مزدوجة… لأنهم يعلمون أن بقاءهم في أرض فلسطين مؤقت… وجلاؤهم منها حتمي.
……….

7-

 

قال ماكس:

انا لن اشارك ولن اتكلم كلام ليس في محله مرة اخري وسأنضم الي قافلة السلبيين من الشعوب العربية وتخرب تضرب تنقلب علي دماغ صحابها. لاني اري ان مجهودي يضيع في الفاضي ولا احد يسمعني ولا استطيع ان استمر

 

إحنا شعب تافه كل تفكيره في الكورة والجنس ورغيف عيش وبربع جنيه طعميه

كل الي في دماغه عادل امام ……….. احمد حلمي اتجوز مني زكي .؟…………. تامر حسني اشتري عربية همر

خلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالاص كفايه معنتش قادر

…….

 

حتى وإن شعرت بأنك تصرخ في البرية وحدك

 

فأنت لست وحدك.

 

حتى لو نظرت حولك… وقلت أين الذين صدعوا رؤسنا بالعودة إلى الإسلام… والالتزام بالهدي النبوي… أين هم ولماذا لا نسمع لهم حساً؟!!

 

لا تشغل بالك بأحد

 

فالذين يناصرون الحق ملايين… حتى ولو سكت بعضهم.

………

 

كلنا مصدومون….

 

قد تدفع الصدمة بعضنا إلى الانسحاب والصمت

وقد تدفع آخرين إلى الغضب والعمل

 

سألت نفسي

إن كنت عاجزاً عن أن تكون في دائرة الشهداء

ففي أي دائرة تحب أن تقف:

دائرة العجز

أم

دائرة الغضب.

 

واخترت الغضب.

اخترت الكرامة

اخترت الأمل.

 

وأنا واثق أن الدائرة ستتسع

حتى تلقف ما يأفكون.

 

8-

 

عزيزي ماكس أرسلت تقول لي: "أنا بقيت بنكسف اقول أنا مصري

انا مش عارف ايه المتاهة الي انا دخلت فيها دي

وبقول يارتني اتولدت زيي زي اي حد بياكل وبيشرب وينام ويدور علي سجارة المخدرات ويرجع ينام تاني وخلاص

انا بجد مش عارف اعمل ايه ……….. ونبدئ ازاي واحنا انتهينا

الناس عقولها شتت منها واتجننت اه والله اتجننت

لما ام تقول لابنها لو اتكلمت تاني في السياسة هتبري منك

يرد الولد يقولها ياولدتي لو عرفتي اني كنت بشرب حشيش هتقولي ايه ؟

ترد وتقول وماله بس متمشيش في السياسه"

,,,,,,

 

اسمع يا ماكس ماذا قال فاروق جويدة:

 

اغضب ولا تُسمع أحد
قالوا بأن الأرض شاخت .. أجدبت
منذ استراح العجز في أحشائها ..
نامت ولم تُنجب ولد

قالوا بأن الله خاصمها
وأن رجالها خانوا الأمانة
واستباحوا كل عهد

 

الأرض تحمل .. فاتركوها الآن غاضبة
ففي أحشائها .. سُخط تجاوز كل حد

تـُخفى آساها عن عيون الناس تـُنكر عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد

لو أجهضوها ألف عامٍ
سوف يولد من ثراها كل يومٍ ألف غد

9-

يقول ماكس:

هل انا ممكن اصل الي سن الستين والسبعين والدنيا لسه زي ما هي مفيش حاجه اتغيرت فيها ؟
………

وأقول له:
مش مهم إيه اللي اتغير في الدنيا
المهم إيه اللي اتغير فيك
المهم أن يكون ما تغير فيك إلى الأفضل.

لا يمكن أن يكون السلبي كالإيجابي
ربنا سبحانه قال لرسوله: "وما عليك إلا البلاغ"…

البلاغ هو الإيجابية… وهو الواجب عينا.

في القصص القديم: أن عيسى عليه السلام مر بشيخ عجوز جاوز السبعين كان يحفر أرضه بمنتهى الحماس. فتعجب، فقيل له: يملك الأمل. فدعا ربه أن ينزع منه الأمل… فرمى الرجل فأسه، ورقد على الأرض، وأشاح بوجهه عن كل من يمر عليه. فدعا ربه أن يعيد إليه الأمل… فقام الرجل من فوره أنشط مما كان.

لست معنياً بما ستكون عليه مصر بعد عشرين سنة فهذا وحده في علم الله
ولكني معني تماماً أن أحتفظ لنفسي بروح الأمل… أو وروح الفارس التي تحدث عنها الشيخ أسامة السيد:

 

إنه ممتلئ في أعماقه بصفات عجيبة نادرة.
لا توجد في غيره.
وقد نبتت في أعماقه بسبب مؤثرات خاصة.
لا تتحقق لسواه.
منها:
الإقدام.
والجرأة.
والشجاعة.
والتعفف.
والشهامة.
والنخوة.
والثبات.
وكرم النفس.
وقوة الشكيمة.
وسرعة اتخاذ القرار الحكيم.
والغيرة على الحِمَى.
والزهد في الغنائم.
وإنصاف الخصم من النفس.
وشدة التحكم في نفسه بحيث لا يستخفّه غضب.
والعفو عن الخصم عند التملك منه.
وشدة المثابرة والإصرار.
وعدم الرضى بالهوان أو الهزيمة.
شدة التجرد للمبدأ.

…….

إن هذه الصفات ليست مقصورة على حال القتال فقط.
بل هي صفاته التي يحيا بها عموماً.
والتي يعيش بها في حياته كلها.
والتي تحكم تعامله مع الخلق في كل شئونه.
لأنها تحولت عنده من فروسية القتال ومواقف الحرب.
حتى صارت صفة لروحه.
يمتلئ بها جنانه.
وتمتزج بقلبه وأحاسيسه.

……..

 

إن الفارس لا يستطيع أن يحيا إلا فارساً.
وإذا تمتع بخصال الفروسية فإنها لا تفارقه بعد ذلك أبداً.
فلا يمكن بعدها أبداً أن يتحول إلى الجبن.
أو التردد.
أو التهافت على أعراض الدنيا.
أو الميل إلى العدوان والطغيان.
أو انتهاك شئون الخلق.
أو الخسة والمكر.
أو الخداع والغش.
بل هو شديد النفور من كل الصفات النفسية الخسيسة الدنيئة.
لأنه صاحب شمم ونجدة.
وصاحب كرم وترفع.
***

 

إلى كل أب…

ماذا فعلت لابنك ليكون هذا الفارس…

 

إلى كل أم…

كيف ربيت ابنتك لتكون الأم التي تنجب هذا الفارس؟!!

……

 

إلى كل مسلم (كتبت عربي ثم شطبتها)


إذا زاد في أمتنا عدد الفرسان….
فلن تصبح بلدنا إلا موطنا للبطولة والمجد.